الاثنين، 22 أغسطس 2016

عن (قصص) محسن الرملي / جواد كاظم محمد

برتقالات بغداد وحُب صيني (قصص) محسن الرملي

ط2 دار سطور 2016 بغداد /93 صفحة

جواد كاظم محمد

"لا راحة لقلِق الروح مثلك" ص47
هذه مجموعة قصص لصاحب (الفتيت المبثعر) و(تمر الأصابع) و(حدائق الرئيس) و(ذئبة الحب والكتب).. وصاحب كتب أخرى ومقالات أخرى.. أعني محسن الرملي، والعارف لا يُعرّف.
والكاتب في كتابه هذا، اختار وانتقى مجموعة قصص جميلة رمزية، بعضها يؤرخ للدكتاتورية وبعضها يؤرخ للتاريخ وبعضها رمزي وبعضها غريبة غرابة الجمال في أسلوب محسن الرملي،
وما بين (التلفزيون الأعور) التي تكاد تكون هجائية للدكتاتورية وأقاصيص (الولد المشاكس) التي حمل فيها القاصر داخل القصة دفتره، تكمن قصص أخرى عن الوجود الإنساني وعن أسئلة الحيرة وعن الرحلة الغرائبية للصين وعن الحب والعشق وعن العراق الذي يقول في قصته (عيون) عنه:
"فقدنا العراق فهل نأسى على فقد عين أحبته"ص51
قصص محسن الرملي موجعة حد الوجع.. حتى وإن غلفها بمزحة أو بإشارة للتهكم، فالروائي والقاص محسن الرملي واحد ممن أعدهم تجسيداً للحزن العراقي.. كيف لا وهو الفاقد لأخيه إعداماً في زمن الدكتاتورية التي أعدمت كل شيء.. حتى العراق.
محسن الرملي في قصصه، ينهل من العراق وبغداد ويعولمها أحياناً ليتجول، وهو العراقي، بين مدن مرئية ومدن لا مرئية، إذا ما جاز لي اقتباس ذلك من إيتاليو كالفينو في عنوانه.
محسن الرملي في قصصه، كما هو في رواياته، يتمنى أن تذهب حرفة الأدب إلى الجحيم(ص29) مقابل العودة إلى (بلد الباحثين عن بلد) ص75.
محسن الرملي روائي وقاص لا أنصح سريعي البكاء بقراءة أعماله، لأنه سيبكيهم على وطن غاب أهلوه وغاب حلمه وغاب الأخوة فيه بين مشنقة وقتل وسجن ومنفى وركوب بحر كما في هذه القصص التي أوجعتني.
قصص محسن الرملي هذه، سأُهديها لسواي، خوفاً من أن أعاود قراءتها فتقتلني من جديد..
وتلك سمة من سمات محسن الرملي القاتل بكلماته.
شكرا محسن الرملي... أوجعتني بقصصك لله درك.

شكرا بلال محسن البغدادي في دار سطور... لقد نجحتَ من جديد في اختيار ماتنشره.
جواد كاظم محمد
رئيس تحرير مجلة (إدارة الأزمة)

ليست هناك تعليقات: